يُعرف سكان النمسا بفخرهم الشديد بثقافتهم وتراثهم اللغوي، فبالرغم
من انتماء هذه الدولة الأوروبية الصغيرة إلى الدول الناطقة باللغة الألمانية و بالرغم
من تبعيتها في فترة من الفترات التاريخية إلى
إمبراطورية هابسبورج،إلا أنها إستطاعت أن تتطور تاريخيًا بشكل منفصل عن ألمانيا
وتعتز باستمرار بتميزها عن جارتها الناطقة بنفس اللغة.
لكن في السنوات الأخيرة بدأ يتضح بأن جيل الشباب
النمساوي يتميز بنوع من التراخي فيما يخص الحفاظ على تراثه اللغوي المحلي، و
خير دليل على ذلك هو إستخدام شريحة واسعة من الشباب النمساوي لقواعد .Deutschlandismen أو Germany-ismsومرادفات من
اللغة الألمانية بشكل متزايد ، وهي ظاهرة تعرف ب
ففي الوقت الذي نجد فيه أن النمساويون الأكبر
سنًا مولعون باستعمال عبارات و كلمات نمساوية صرفة من "Servus" و “Pfiati” قبيل
“Tschuss” نجد أن العديد من الشباب النمساويين يستعملون
بكثافة مرادفات قادمة من الجارة ألمانيا مثل
وحسب
دراسة أجرتها الباحثة رودولف دي سيليا من جامعة فيينا ، و التي شملت مجموعة
من التلاميذ و المعلمين، تبين مثلا أن 32%
من التلاميذ يفضلون استعمال كلمة Ciao و
22% "Servus" بينما فقط 10% تفضل كلمتي Pfiati أو BABA. و على عكس
التلاميذ تبين أن 60% من معلميهم يفضلون الكلمة
الألمانية Tschüssعلى كلمة "وداعًا" النمساوية
التقليدية.
و حسب الصحيفة النمساوية "دير شتاندارد" شملت الدراسة، التي تناولت إستعراضًا للمناهج الدراسية
وإستطلاعات للرأي وتجارب، تلاميذ أكثر من 1250 مدرسة ثانوية وأكثر من 160 مُعلِّما.