أطوار صدفة غريبة عاشها لاجئ سوري أثناء اجتيازه لاختبار السياقة


بعد تقديم اللاجئ السوري  (م.ح)  لكل الوثائق اللازمة للحصول على رخصة سياقة نمساوية، حددت له مدرسة السياقة ، المتواجد مقرها في مدينة فيلاخ (جنوب النمسا)، موعدا لإجراء اختبار السياقة التطبيقي. عند حلول يوم الإختبار توجه السيد (م.ح) رفقة مترجم عربي إلى الساحة المخصصة لإجراء الاختبارات و مشاعر الخوف و الإرتباك تطغى  عليه.


بعد أن ناول السيد (م.ح) مُمتٓحِنه جواز اللاجئ نظر هذا الأخير إليه بتمعن ثم ابتسم و هو يقرأ كلمة "دمشق" بصوت مرتفع، قبل الشروع في الامتحان خلع الممتحن النمساوي  قناع الجد و الصرامة لبعض من الوقت  و دخل مع اللاجئ السوري في دردشة قصيرة باللغة الإنجليزية، أخبره بأنه يعشق مدينة دمشق و أن آخر مرة زار فيها سوريا و بالضبط العاصمة دمشق كانت سنة 2011 . و قبل أن يواصل الممتحن كلامه عن مدينة دمشق قاطعه السيد (م.ح) قائلا "و أنا أيضا مازلت أتذكر زيارتك الأخيرة لدمشق!"، صمت السيد (م.ح) للحظات ثم أردف قائلا : " أ مازلت تتذكر الطباخ السوري الذي استقبلك في مطعمه و قدم لك ألذ ما لديه من طعام،   و 
ذهب بعدها  لإصلاح سيارتك بعدما أخبرته بأنك تبحث عن ميكانيكي جيد ليصلح إحدى عجلات سيارتك؟".


كان وقع الصدمة باديا بوضوح على وجه الممتحن بعدما فطن إلى أن ذلك المواطن السوري الطيب و الأمين الذي استقبله يومها بحفاوة في مطعمه الشامي و أصلح له سيارته بدون أي مقابل مادي إضافي هو نفس الرجل الذي يقف الآن أمامه بعدما قاده القدر إلى الإستغناء على سلسة مطاعمه في دمشق و الهروب رفقة عائلته من بلده و اللجوء الى النمسا. صافح الممتحن بكل عفوية  السيد (م.ح) و أكد له بأنه مازال يتذكر جيدا الخدمة 
النبيلة التي قدمها له يومها".


بعد انتهاء حصة الإختبار منح  الممتحن النمساوي  السيد (م.ح) رخصة السياقة النمساوية و أخبره "بأن الشخص الذي قاد سيارتي وسط شوارع دمشق الوعرة  بكل مهارة و أصلحها ثم أعادها إلي بكل أمانة و بدون أن يأخذ منها مسمارا واحدا يستحق رخصة سياقة  نمساوية و معها شهادة تقدير للطيبوبة و السلوك النبيل".




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
Anchor Image