وسائل الإعلام الروسية توظف أزمة اللاجئين في ألمانيا لأغراض دعائية

flickr
المصدر) :  د ب أ ( 
  هل وسائل الإعلام الروسية تعرف أكثر من الشرطة الألمانية؟ سؤال طرح نفسه بعد أن نشرت صحيفة "سوفيرشينكو سيكرتنو" أو (سري للغاية)، الشعبية التى تصدر في موسكو، الاسبوع الماضي تقريرا يحمل عنوان "العرقيون الروس يهاجمون مأوى للاجئين في ألمانيا".


وزعم التقرير أنه نظرا لأن السلطات الألمانية بدت عاجزة أمام أزمة اللاجئين، فإن نحو 400 شخص من أصول روسية يحملون مضارب بيسبول هاجموا ملجأ في مدينة بروشسل، الواقعة جنوب غربي البلاد.
ووفقا للشرطة الألمانية فإن القصة مبالغ فيها بشكل كبير حيث أفادت بأن أربعة رجال حطموا نافذة مأوى للاجئين في بلدة كارلسدورف-نيوتهارد المجاورة في السادس عشر من الشهر الجاري، مما تسبب بضرر لم تتجاوز قيمته 300 يورو.
ومع ذلك أصبحت مثل هذه التقارير أكثر شيوعا حيث صورت وسائل الاعلام الروسية ألمانيا وكأنها دولة على وشك الانهيار منذ الهجوم على المئات من النساء في مدينة كولونيا عشية رأس السنة الميلادية، والكثير من هذه الهجمات قيل أنها ارتكبت من قبل رجال من أصول شمال أفريقية.
وذكرت شبكة "روسيا24" التلفزيونية أن "ما حدث في كولونيا قسم المجتمع (الالماني) ... فأعداد هؤلاء الذين يعتقدون أن المهاجرين لا يشكلون تهديدا آخذه في التراجع" مشيرة إلى أن ظهور جماعات الأمن الأهلية بات أمرا طبيعيا.
وتهدف رسالة الدعاية في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة الروسية إلى اظهار أوروبا ضعيفة وغير آمنة بعد التدفق الهائل من قبل الأجانب.
وقال السياسي القومي فلاديمير شيرينوفسكي لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الشعبية "إما أن يمنعوا دخول المزيد من المهاجرين أو أن أوروبا ستتراجع".
وفي المقابل تبدو روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين عظيمة، حتى مع استمرار انخفاض الروبل، وتدني الإيرادات علاوة على انخراط البلاد في حربين واحدة في سورية وأخرى في أوكرانيا، على الرغم من أنها تنفي الأخيرة.
وتتمتع محطات التلفزيون الروسي بتأثير كبير على الرأي العام، ليس فقط في روسيا حيث تحظى تلك المحطات بمتابعة حوالي 3ر2 مليون شخص من اصول سوفيتية ويعيشون حاليا في ألمانيا. ويبدو كما لو أن بعض التقارير قد أنتجت لإثارة الكراهية والعنف العرقي بين الروس.
فعلى سبيل المثال، عندما فقدت فتاة من برلين تبلغ من العمر13 عاما في الآونة الأخيرة زعم برنامج "فيستي" التلفزيوني، والذي يعد البرنامج الاخباري الأهم في روسيا، أن الفتاة اختطفت واغتصبت من قبل لاجئين.
وأثارت القصة ضجة على شبكة الإنترنت باللغة الروسية. وتم تجاهل تصريحات شرطة برلين المتكررة والتي أكدت على عدم وجود دليل على حدوث عملية اختطاف أو اغتصاب.
وتدعي وسائل الإعلام الروسية أن الشرطة الألمانية طلب منها الحفاظ على سرية الجرائم التي يرتكبها اللاجئون، على عكس ما يحدث مع الحركات اليمينية مثل بيجيدا في ألمانيا.
ويستخدم الموقع الالكتروني لإذاعة "أر.إي.إن تي في" التجارية ومقرها موسكو، عبارات مثل "مهاجرو الجنس" أو "الضيف الجنسي" في العناوين المتعلقة بكولونيا. ويتم وضع صور مع التقارير التي تتحدث عن هجمات عشية رأس السنة الجديدة ربما تكون التقطت في مظاهرات القاهرة عام .2011
ووفقا لمقولة روسية، فإن الشخص الذي يخدع أو يكذب على شخص ما فإنه "يضع الغشاوة على عينيه". ويطلق أليكسي كوفاليوف، رئيس التحرير السابق المقيم في موسكو، وزملاؤه، على انفسهم "مزيلو الغشاوة"، في إطار محاولتهم لكشف الأكاذيب في وسائل الإعلام الروسية.
وكتبوا في مدونتهم، بعد اجراء بعض البحوث على ما حدث في بروشسل وبرلين، فإنه "من الواضح أن آلة الدعاية الروسية بحاجة ماسة إلى بعض القصص لصرف الانتباه عن أمور أخرى".



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
Anchor Image