استطلاع حديث يرصد نظرة الألمان للماضي

flickr
المصدر: د.ب.أ
أظهر استطلاع حديث أن الألمان أصبحوا أكثر حنينا للماضي، حيث يتطلع الألمان إلى الماضي باشتياق ولهفة على نحو أكبر مما تم رصده خلال العام الماضي.
يأتي ذلك في وقت يشعر فيه الناس بالمخاوف من الإرهاب ومن تردي أوضاعهم الاجتماعية.
أظهر الاستطلاع أن عددا كبيرا جدا عما كان في العام الماضي صاروا يعتقدون أن الحياة في السابق كانت أفضل – خاصة في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي.
وصارت نظرة الألمان للمستقبل أكثر تشاؤما وفقا للاستطلاع، وذكر الخبراء أنهم يعرفون سبب ذلك.
وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي أن 41 بالمئة من الألمان أيدوا عبارة "قديما كان كل شيء أفضل"، فيما أيدها العام الماضي 26 بالمئة فقط.
وفي المقابل أيد 4 بالمئة فقط من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في ألمانيا عبارة "قديما كان كل شيء أسوأ".
ولكن أغلب الألمان تبنوا رأيا محايدا، حيث أوضح 47 بالمئة منهم: "أن قديما كان الحال جيدا أو سيئا على نفس قدر اليوم".
جدير بالذكر أن هذا الاستطلاع شمل 1040 شخصا، وتم إجراؤه في الفترة بين 12 و16 آب/أغسطس الجاري.
وأثبت الاستطلاع أن التقديرات في شرق ألمانيا تختلف عنها في غربها بخصوص مرحلة السبعينيات والثمانينيات، ففي حين قال ما يقرب من نصف الألمان في غرب البلاد (48%) إن هذه الحقبة بما شهدته من موجة تطلع ألمانية جديدة ،أعقبها سقوط سور برلين كانت "أفضل من اليوم"، في حين وافق ما لا يزيد عن 42 % من ألمان الشرق على هذا الرأي.
في المقابل ذكر 14 % من ألمان الشرق أن هذه الحقبة كانت "أسوأ من اليوم" ، بينما لم تتجاوز نسبة من قال ذلك من أبناء الغرب 10% فقط.
وعلق البروفيسور هورست أوباشوفسكي أحد العلماء المتخصصين في علوم المستقبل على خيارات الألمان الغربيين الإيجابية عن الماضي قائلا: "لم تكن فترة الثمانينيات حقبة تشيرنوبيل والحرب الباردة فقط، لكنها أيضا كانت الحقبة الذهبية للرفاهية في ألمانيا، حيث كانت أحوال الناس في تحسن دائم، وختمت هذه المرحلة بسقوط الجدار في 1989، وصار الأمل في المستقبل كبيرا وساد نوع من الحالة المزاجية المحلقة" .
وأثبت الاستطلاع أن أكثر من يشعرون بالحنين للماضي هم من في المرحلة العمرية بين الخمسين والتاسعة والخمسين، حيث يعتقد 51 % من هذه الشريحة أن الأحوال كانت في الماضي أفضل من اليوم.
أما الشباب بين الثامنة عشرة والتاسعة والعشرين فهم أقل تبجيلا للماضي من هؤلاء، حيث لا يشعر بالحنين إلى الماضي إلا 30 % من هذه الشريحة.
ويعلق البروفيسور أولريش راينهارت من مؤسسة قضايا المستقبل على ذلك بالقول: "كانت هذه الشريحة العمرية في فترة الثمانينيات تعيش أولى سنوات شبابها، وهي مرحلة تتسم بالتحفز والفاعلية نحو المستقبل وقد رسخ في أذهانهم أن الحاضر والمستقبل كليهما إيجابي، وظل الأمر كذلك
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
Anchor Image