خلفية: في ألمانيا مستشار متخصص فقط في حل مشاكل الرجال مع الزوجات والأطفال

flickr
المصدر: ( د.ب.أ)
يتعين على الرجال الذين صاروا عاجزين عن التصرف ويأملون أن يستمع ماتياس بيكر إلى مشاكلهم التحلي بالصبر لأنه في الوقت الحالي المواعيد محجوزة لدى المستشار المتخصص في حل المشاكل الزوجية للرجال لأسابيع قادمة.

وقال بيكر /52 عاما/ وهو اخصائي اجتماعي معتمد ، فتح العام الجاري أول مكتب تابع للبلدية في ألمانيا لتقديم النصح للرجال: " هناك طلب هائل. لقد توافد على مكتبي أعداد كبيرة من الرجال في البداية ".

يوجد في ألمانيا الكثير من الأطباء النفسيين لمعالجة الرجال الذين فقدوا عقولهم ومحامين لتمثيل الرجال الذين يريدون الحماية القضائية ولكن تأتي لبيكر حالات غالبا ما يكون فيها الرجال على نياتهم لا يعرفون ما الذي يجب أن يفعلوه، ولا يمكنهم البوح بمشاكلهم للزوجات أو الصديقات .

وأضاف بيكر قائلا : " المشاكل التي تعقب الانفصال أو الطلاق خاصة التي تتعلق بحضانة الأطفال تمثل موضوعا كبيرا".

يسعى الكثير من الرجال أيضا للنصيحة بشأن إجازة الأبوة حيث يعتريهم القلق من أن أرباب عملهم لن يستقبلون بلطف رغبتهم في أخذ إجازة للعناية بالمولود الجديد فيما تعمل الزوجة.

ورغم أن بيكر مسؤول عمليا عن الرجال في مدينة نورمبرج فقط، فأن الرجال يأتون إليه من مختلف أنحاء البلاد.

ويرجع السبب الرئيسي في أن الرجال من مختلف أنحاء البلاد يأتون إليه وليس لإخصائي اجتماعي معني بقضايا الجنسين في مدنهم – ودائما ما تكون امرأة – إلى أن " الرجال يريدون التعامل مع رجل ".

ويقول إن هذا مفهوم. وإنه لاعتقاد خاطئ شائع أن الرجال لا يتحدثون عن مشاكلهم. ويضيف: " الكثير من الرجال يميلون لحل مشاكلهم بالتحدث مع رجال آخرين ".

ولكن غالبا ما يفتقدون إلى الأصدقاء الذين يدعمونهم.

ويقول بيكر إن جدول مواعيده الممتلئ يدل على الحاجة لمثل هذه الخدمات، ويأمل أن تعين مدن أخرى قريبا اخصائيين اجتماعيين لشؤون الرجال من نفس جنسهم.

وتتنوع المشاكل الشخصية التي يبوح بها الرجال الذين يسعون للحصول على النصيحة من بيكر.

ويقول:" يود بعض الرجال التخلي تماما عن دورهم كالمعيل الرئيسي ويميلون أكثر للبقاء في المنزل ورعاية الأطفال ولكنهم لا يعرفون كيف يفعلون هذا ".

وحتى إذا قاموا بهذا التحول بنجاح فغالبا ما يواجهون الصور النمطية المتحجرة والتحفظات في المجتمع.

وقال كارستن فيبرمان وهو أستاذ في علم الاجتماع، في دراسة صدرت عام 2014، أجريت لصالح وزارة شؤون الأسرة بألمانيا إنه على عكس أباءهم وأجدادهم، يرى القليل أنفسهم كـ" رب الأسرة ".

في بداية حياتهم الأسرية، على الأقل، يتخيلون " مشاركة وأبوة متساوية " التي مع ذلك تميل لأن تتغير فجأة بعد ميلاد الطفل الأول للزوجين أو الشريكين و قفزة مهنية واعدة للرجل، بحسب الدراسة.

ويضيف أن الدور الذكوري التقليدي تعززه الكثير من النساء اليافعات اللائي – مثل أمهاتهن وجداتهن – تبحثن عن رجل ذا مهنة ناجحة وذا " غريزة حماية قوية " يكسب ما يكفي من المال لإعالة الأسرة بأكملها بمفرده.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
Anchor Image