تقرير: كيف تؤثر الخلفية الثقافية على تعلم اللغة الألمانية في أوساط الأجانب؟

flickr
المزود.كوم
في الوقت الذي تعاني فيه شريحة واسعة من الأجانب المقيمين في الدول الناطقة باللغة الألمانية من بطء شديد في تعلم اللغة الألمانية، توجد شريحة أخرى تتمكن من تخطي حاجز اللغة في ظرف وجيز بعد قدومها الى ألمانيا أو النمسا. من أجل سبر أغوار هذا التفاوت الذي بدى واضحا بشكل كبير في الفترة الأخيرة، استفسر موقع المزود.كوم خبيرا نمساويا في تعليم اللغة الألمانية و الذي أكد بدوره وجود هذا التفاوت.
و في خضم شرحه للأسباب قال الأستاذ النمساوي بأن السبب الرئيسي في عدم قدرة فئة واسعة من الأجانب من تعلم اللغة الألمانية على نحو سريع و سليم يكمن في عدم تعود هذه الفئة في بلدانها الأصلية على "التحصيل داخل مؤسسات تعليمية"، و أضاف بأن الأشخاص الذين ينتمون الى هذه الفئة غالبا ما لم تكن لهم الفرصة في زيارة المدرسة في بلدانهم أو أنهم زاروا المدرسة لمدة محددة غالبا ما تكون قصيرة. و حسب نفس الأستاذ، فإن عدم التعود على أجواء المدرسة و انجاز الواجبات المدرسية في المنزل يساهم في عدم قدرة هؤلاء الأشخاص على تعلم اللغة الألمانية في معدل زمني متوسط أو حتى عالي.

و من باب توضيح هذه الملاحظة قال الاستاذ النمساوي بأن غالبا ما يتحجج أفراد هذه الفئة ب "سوء جودة" مدرسة اللغة الألمانية التي يترددون عليها، مع أن الأمر يرتبط أساسا بمجهوداتهم الشخصية و عاداتهم في التعلم، في نفس السياق أضاف الاستاذ، الذي فضل الكشف عن اسمه، بأن دور معلم اللغة يقتصر فقط على التوجيه و التصحيح و المراقبة، أما تنمية القدرات اللغوية فيعتمد على اجتهاد كل شخص.

من جهة أخرى أشار الخبير النمساوي بأن الأشخاص الذين يتوفرون على تكوين دراسي كافي في بلدانهم غالبا ما يتعلمون اللغة الألمانية أسرع من غيرهم، و هذا حسب اعتقاده، أمر عادي، لأن هذه الفئة متعودة على أجواء التحصيل العلمي و على انجاز الواجبات المدرسية في المنزل، و أردف بأن هذه الفئة تتميز أيضا بنوع من التفتح على سكان البلد، حيث أن احتكاكها بهم يساعدها على تطوير المهارات اللغوية بسرعة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
Anchor Image