جدل في ألمانيا حول حمام سباحة نسائي بسبب اعتراض مسلمات على حراسه الرجال

flickr
المصدر: (د ب أ)
هل هي "زوبعة في فنجان" كما وصفتها امرأة؟ أم قلق حقيقي بشأن حساسية النساء المسلمات بصفة خاصة، والنساء بصفة عامة، اللاتي يحتفظن بالحق بأن يكون لهن المكان الخاص بهن بعيدا عن الرجال؟.
وأصبح هذا الجدل العام يشكل أمرا هاما في ألمانيا خلال الأسابيع الاخيرة، حيث أثاره التماس من طالبة بشأن آخر حمام سباحة خارجي في البلاد مقصور على النساء، في مدينة فرايبورج بجنوب ألمانيا.
وتتلخص مشكلتها في انه على الرغم من أن حمام السباحة مخصص للنساء فقط، فإنه يظل به رجال .. إنهم حراس الإنقاذ.
وميدان المعركة هو لوريتوباد - الذي يسميه السكان المحليون بتحبب "لولو". ومدخله الوحيد هو باب خشبي ضيق، وهناك لافتة مكتوبة بوضوح "حمام سباحة للنساء". واذا كنت ذكرا فأنت لا تنتمي الى المكان. وتحجب الرؤية عن المكان بضع قطع من الخشب.
ولوريتوباد موجود منذ عام 1886. وفي تلك الايام، كانت كل حمامات السباحة منفصلة بالنسبة للجنسين احتراما للآداب العامة والأخلاقيات. ولكن مع توالي العقود تلاشي الانفصال تدريجيا وحلت محله حمامات السباحة المشتركة. ويظل لوريتوباد آخر حمام سباحة خارجي مقصور على النساء.
وبدأ النزاع الخاص بالنوع الاجتماعي عندما وضعت طالبة اسمها "جنينا تلاج" التماسا على الانترنت تطالب فيه بإبعاد حراس الانقاذ الذكور. وترى أن النساء يجب أن يكن فقط بين النساء.
وتزعم تالاج أن وجود الرجال يؤثر على نحو غير متناسب على النساء المسلمات، اللاتي يبقين بعيدا اذا كان هناك رجال في حمام السباحة. وتدفع تالاج ايضا بان النساء ربما يردن ايضا ببساطة "منطقة يشعرن فيها بحماية اكثر وايضا بعض الوقت في الخارج بعيدا عن التحديق والتحرش اليومي".
وسوف يستمر التماسها على الانترنت حتى منتصف آب/أغسطس ، وفي غضون ذلك الوقت تأمل تالاج ان يكون لديها ألفي مساند. وحتى الان وقع الالتماس نحو 600 رجل وامرأة، وتقول تقارير ان 360 منهم ينتمون الى فرايبورج.
وانتشرت الانباء والجدل حول الالتماس في الوقت نفسه عبر ألمانيا، وسمع الكثيرون للمرة الاولى انه يوجد حمام سباحة خارجي مقصور على النساء.
ووجود حل لمشكلة تالاج ليس بسيطا كما يبدو للوهلة الأولى. هناك حارسات انقاذ في لوريتوباد ولكن ليس بما يكفي منهن. وهكذا على مدى السنوات، تعين ان يتم تعيين حراس انقاذ من الذكور.
وقال رينيه ديريونج المتحدث باسم هيئة حمامات السباحة في فرايبورج: "لم يكن هناك مشكلة ابدا في هذاالأمر".
وقال ديريونج: "دهشنا من هذا النقاش لأنه لا يعكس الموقف الفعلي في حمام السباحة". وقال إن عمال الانقاذ من الرجال يتصرفون بمهنية وهم متحفظون تجاه النساء، كما لم ترد أي شكاوى منهم. وخلاف ذلك يقول ديريونج انه ليس هناك بديل حقيقة، حيث انه كما هو الحال في كل مكان آخر بصفة عامة، هناك نقص في حراس الانقاذ المؤهلين.
ويضيف ديريونج "ببساطة، ليس لدينا حارسات انقاذ بما يكفي لكي يبقين على حمام السباحة في حالة تشغيل، والاقتصار عليهن". وإذا ما وضع الالتماس بإبعاد حراس الانقاذ موضع التنفيذ، سيتعين اغلاق حمام السباحة بصفة دائمة.
ووجهة النظر هذه يدعمها اصدقاء لوريتوباد وهي رابطة خاصة اسست منذ اعوام ونأت بنفسها علنا عن الالتماس. والنساء اللاتي يترددن على حمام السباحة لا يشعرن بالسعادة بشأن الالتماس.
وتقول سيدة مسنة تتردد على حمام السباحة بانتظام للالتقاء بصديقاتها واقامة "حفلات نسائية" كما تصفها "انها زوبعة في فنجان". كان هناك على الدوام حراس انقاذ من الذكور. وقالت امرأة اخرى انها لا ترى مشكلة. واضافت "في البداية ربما يبدو غير معتاد. ولكن الرجال يقومون بأداء عملهم فحسب".
ويؤكد المتحدث ديريونج ان الطلب يظل عاليا على لوريتوباد، حيث يزوره نحو 30 ألف سيدة كل عام. ولم يكن هناك أي انخفاض ملموس في الارقام في اعقاب الجدل حول الالتماس.
اتضح ايضا ان لوريتوباد ليس حمام السباحة الوحيد المقصور على النساء في المنطقة، فعلى بعد 70 كيلومترا الى الجنوب، في مدينة بازل السويسرية، هناك ايضا حمام سباحة مقصور على النساء - ولكنه ايضا به حراس انقاذ من الرجال. وقال متحدث باسم السلطات السويسرية إن حمام السباحة وجهت اليه انتقادات من نساء مسلمات ملتزمات، وصل الكثير منهن من فرنسا، عبر الحدود.
وقال المتحدث: "ولكن القواعد ثبت نجاحها" - ومن ثم سوف يستمر استخدام الذكور في المستقبل.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-