محمد جابر: شاب سوري أحيا إرث أجداده في النمسا


بقلم: عبد الحفيظ محمدي علوي

لم يتصور الشاب السوري محمد جابر (31 سنة) يوما أن لعنة الأقدار سترمي به خارج أصوار مدينة دمشق العريقة ليجد نفسه بغتة لاجئا بين جبال الألب النمساوية، يجاور قوما يتحدثون لغة غير لغته و يعتنقون ديانة غير ديانته و يستحضرون تاريخا غير ذلك الذي ورثه عن أجداد أجداده. 

شجاعته التي قاوم بها يوما ضيق زنازين بشار الأسد تحت الأرض هي نفسها التي جابه بها واقعه الجديد في النمسا، لم يثنيه فقدانه لحياة البذخ التي عاشها كتاجر حرير في دمشق عن اختراق الصفر الذي وضعته الأقدار بداخله و تحدي صعوبة اللغة الألمانية و قتامة الغربة القاسية ليتمكن في النهاية من تأسيس متجر حرير وسط مدينة إنسبروك يمارس بداخله حرفة و تجارة " الحرير" التي توارثتها عائلته الدمشقية العريقة أبا عن جد.

جينات العصامية و الإصرار السارية في دماءه هي من جعلته يدخل غمار تجربة جديدة في شارع "بريكسنير"، هناك استطاع السيد جابر أن يستأجر محلا يعرض فيه منتوجات الحرير التي جاد بها ذكاءه الحرفي الممتدة جذوره الى ما قبل الثلاثمائة سنة. الشاب الذي سجنه يوما النظام السوري بسبب أفكاره الحداثية هو نفسه الذي زاوج في قلب مدينة إنسبروك النمساوية بين حداثة أفكاره و عراقة أصوله، وهذا المبدأ بالضبط هو الذي جعله يصر على نقل آلة تقليدية لصناعة الحرير اشتغل بها جد جده قبل 210 سنة من مدينة دمشق الى موطنه الجديد  إنسبروك.

عنوان محل السيد محمد جابر في مدينة انبروك هو: 4 Brixnerstraße

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
Anchor Image