 |
| flickr |
وقبل ترحيل هذه الأسرة تم الإبقاء عليها لمدة طويلة داخل حاوية تتواجد على أرضية مطار فيينا، ليتقرر يوم الإثنين وضع العائلة المكونة من أب وأم وأربعة أطفال في طائرة توجهت إلى روسيا ومن هناك سيتم نقل هذه الأسرة إلى الشيشان.
وقد وصلت هذه الأسرة إلى النمسا سنة 2011 وقدمت طلب لجوء وصرحت للسلطات النمساوية بأنها هربت من الشيشان لأن أحد أقاربها كانت لديه مشاكل مع رئيس الشيشان، وقد شكلت هذه المشاكل أيضا خطرا على الأسرة التي قررت الهروب من الشيشان والقدوم إلى النمسا وتقديم طلب اللجوء.
وقد تمكنت هذه الاسرة الشيشانية خلال ست سنوات من الاندماج بشكل جيد داخل المجتمع النمساوي، حيث استطاع الأب تعلم اللغة الألمانية والوصول إلى مستوى B2 كما تمكنت الأم أيضا من إتقان اللغة الألمانية، واستطاع الأطفال أيضا أن يندمجوا بسرعة و بشكل جيد داخل محيطهم المدرسي.
لكن للأسف في النهاية لم تأخد السلطات النمساوية كل هذه الإنجازات التي حققتها الأسرة خلال هذه الفترة البسيطة بعين الاعتبار وقامت بترحيلها بعدما تم رفض طلبات اللجوء الخاصة بأفرادها أكثر من مرة.
وقد أثار هذا الترحيل غضبا وحزنا كبيرا وسط العديد من الفاعلين والنشطاء الحقوقيين، فمثلا في مدينة غراتس اعتصمت السيدة أولريك كراينك، التي عرفت بمساعدتها للاجئين و حازت أيضا على جائزة كتقدير لها على مجهوداتها في هذا المجال، أمام بلدية غراتس وألقت خطابا هناك نددت فيه بالإجراء الذي أقدمت عليه السلطات في حق هذه الأسرة التي أكدت بأنها مندمجة بشكل جيد داخل المجتمع النمساوي.
ومن أهم ما جاء في خطبة السيدة أولريك التي ألقتها أمام بلدية غراتس هو عدم تفهمها لسبب إقدام السلطات النمساوية على ترحيل المندمجين بشكل جيد داخل المجتمع النمساوي، في حين تبقي على الإرهابيين الذين يشكلون خطرا على أمن النمسا.
وفي هذا السياق أوردت السيدة أولريك كراينك مثالا لشخص سوري توبع في قضية إرهاب وتم إطلاق سراحه فيما بعد، وهو الآن يتواجد على لائحة الأشخاص الذين يشكلون خطرا على أمن النمسا، لكن لم يتم بعد إسقاط حق اللجوء عليه وترحيله إلى سوريا.
المصدر: صحيفة كلاينه
