كيف يتحكم العفريت الروسي في الانتخابات الاوروبية؟

كيف يتحكم العفريت الروسي في الانتخابات الاوروبية؟
flickr

من الملاحظ جدا ان هناك حضور قوي للوحات الإشهارية الخاصة بحملة حزب الحرية اليميني النمساوي والتي يسعى من خلالها هو وبقية الاحزاب اليمينيه في اوروبا الى تبوأ مكانة مهمة داخل برلمان الاتحاد الاوروبي وبعد ذلك العمل على إضعاف سلطة هذه الوحدة التي كونها الأوروبيون بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

لكن السؤال المطروح هو من أين لحزب الحرية النمساوي وغيره من أحزاب اليمين في أوروبا بكل هذه القوة المالية لتمويل حملات إنتخابية بهذا الحجم.

الإجابة على هذا السؤال تقتضي إيجاد قوة سياسية عالمية تشترك مع الأحزاب اليمينية في الهدف المتمثل في إضعاف، ولما لا تدمير الاتحاد الأوروبي بالكامل.

وكل المراقبين السياسيين يجمعون بأن هذه القوة هي دولة روسيا. والإجماع هنا لا ينبني فقط على تكهنات أو أحكام مسبقة وإنما يستند على دلائل ملموسة تم رصدها من مؤسسات كبيرة الحجم.

إذا أخدنا على سبيل المثال حزب الحرية اليميني النمساوي فسنجد أن لهذا الأخير علاقات قرب قوية مع روسيا، بل هناك إشارات تدل على أن هذا الحزب بات يأتمر بأوامر موسكو.

وبالموازاة مع هذا التحكم السياسي أشار تقرير للمجلة الأمريكية نيويورك تايمز أن روسيا تشن حربا إعلامية ضخمة في الظل من خلال نشر أخبار كاذبة أو مختلفة وضخها إلى الرأي العام الأوروبي عبر حسابات تويتر و فيسبوك وهمية وأيضا عبر مجموعات واتساب مخصصة لهذا الغرض.

وغالبا ما يتم نشر أخبار كاذبة بخصوص الاتحاد الأوروبي والناتو والهجرة بغرض إضعاف الديموقراطية الغربية.

ولتأكيد هذا الطرح حاورت مجلة نيويورك تايمز محلل سابق في الشرطة الأمريكية الفيدرالية والذي أكد بأن انتخابات الاتحاد الأوروبي تعتبر هدفا جد مهم بالنسبة لروسيا، وأكد بأن أهمية هذا الموعد الانتخابي تفوق كثيرا أهمية باقي الإستحقاقات الإنتخابية.

وأردف نفس الخبير بأن روسيا تسعى من خلال دعم الأحزاب اليمينية ونشر الأكاذيب حول الاتحاد الأوروبي إلى إضعاف ثقة المواطنين في هذا الإتحاد وتدمير كل ما قام الغرب ببناءه بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي نفس السياق ذكر موقع هاندل سبلات الألماني بأن التحرك الإعلامي لروسيا من أجل التحكم في توجهات الناخبين الأوروبيين وبالتالي كسر شوكة الاتحاد الاوروبي تتم على نطاق واسع جدا، لدرجة أن الأبحاث التي أجريت في هذا الإطار تشير إلى أن ملايين المواطنين الأوروبيين يستهلكون يوميا الأخبار المفبركة من طرف روسيا بدون أن يشعروا.


تقرير       : المزود.كوم
المصادر   : مجلة نيويورك تايمز الأمريكية
              : موقع هاندل سبلات الألماني


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-