النمسا: أشخاص حرموا أنفسهم من المساعدة الاجتماعية؟

النمسا,أشخاص,حرموا,أنفسهم,من,المساعدة,الاجتماعية؟
flickr

يندرج النظام الاجتماعي في جمهورية النمسا في خانة أحسن وأقوى الانظمة الاجتماعية في أوروبا وربما على المستوى العالمي، بل إن السياسيين اليمينيين في هذا البلد الأوروبي الصغير لا يترددون في وصف النظام الاجتماعي المعتمد في بلدهم ب "نقطة جذب بارزة" تجعله - حسب زعمهم - نسبة كبيرة من الأجانب تختار القدوم والعيش في هذا البلد

وقد عملت الحكومة النمساوية الحالية المكونة من حزب الشعب والحرية اليمنيين منذ وصولها الى الحكم نهاية سنة 2017 على إصلاح نظام المساعدات الاجتماعية قدر الإمكان، و حاولت جاهدة أن تحد من قوة جاذبيته بعد ما لاحظت ان نسبة لا يستهان بها من المواطنين النمساويين و أيضا الاجانب الذين يعيشون فوق الأراضي النمساوية يستفيدون عن سبق إصرار وترصد من المساعدات الاجتماعية بالرغم من أنه للكثير منهم القدرة على العمل وبالتالي انهاء اعتمادهم على معونات الدولة

الاحصائيات الخاصة بالمستفيدين من المساعدات الاجتماعية في النمسا

مازالت النمسا لم تتمكن حتى الآن من احصاء الاشخاص الذين يستفيدون من المساعدات الاجتماعية بشكل متعمد و بالرغم من قدرتهم على العمل وتحقيق استقلالية كاملة على هذا النوع من المساعدات

وعلى ما يبدو فمن الصعب بل من باب المستحيل إحصاء هذا الصنف لأنه غالبا ما يتظاهر أصحاب هذه الفئة بعدم قدرتهم على العمل أو عدم قدرة الدولة النمساوية على إيجاد عمل مناسب لمؤهلاتهم الدراسية و المهنية

لكن من أبرز الاشياء التي تمكنت النمسا وبالضبط مؤسسة نمساوية متخصصة في الدراسات و الأبحاث الاجتماعية حتى الآن من احصائها، ارتباط المستفيدين من المساعدات الاجتماعية، هم الأشخاص الذين لديهم الحق في الاستفادة من المساعدة الاجتماعية لكنهم يتفادون تقديم الطلب الخاص بذلك

من هم الأشخاص الذين يتفادون الاستفادة من المساعدة الاجتماعية؟

بعدما أصبحت سياسة المساعدات الاجتماعية موضوعا سياسيا حساسا آثارالنقاش على نطاق واسع في وسائل الإعلام النمساوية خلال السنوات الاخيرة، اختار عالم الاجتماع النمساوي ميشائيل فوكس (من المركز الأوروبي المتخصص في دراسة سياسات الرعاية والأبحاث الاجتماعية) تسليط الضوء رفقة فريق بحث يديره شخصيا على موضوع المساعدات الاجتماعية في النمسا

ومن أهم النتائج التي أسفرت عليها الدراسة هو أن 30 في المائة (73.000 شخصا) من الذين يحق لهم الاستفادة من المساعدات الاجتماعية في النمسا ولا يقوموا بتقديم طلب للدوائر الرسمية

وحسب المشرفين على هذه الدراسة فإن العزوف عن تقديم الطلب لدى هذه الفئة لا يعود الى عدم علم المنتمين إليها بهذا النوع من المساعدات، وانما الى خجلها من الاستفادة من هذه المساعدة

وحسب نفس الدراسة فإن أغلب الاشخاص الذين ينتابهم الإحساس بالخجل و يتفادون طلب المساعدة الاجتماعية لا يعيشون في المدن الكبرى، وهذا يعني حسب عالم الاجتماع ميشائيل فوكس ان هؤلاء الاشخاص يخافون او يخجلون من ان تنتشر معلومة استفادتهم من المساعدة الاجتماعية في البلدات والقرى الصغيرة التي يعيشون فيها، ويصبحون بذلك محل استهزاء من طرف محيطهم الذي تعتبر نسبة كبيرة فيخ الاستفادة من المساعدة الاجتماعية بمثابة وصمة عار

وحسب نتائج نفس الدراسة تعود أيضا أسباب عزوف نسبة مهمة من الأشخاص الذين لا يحصلون على المساعدة الاجتماعية بالرغم من ان لهم الحق في ذلك، الى عدم رغبتهم في اتباع المسطرة القانونية المعقدة في الكثير من الأحيان حتى تتوفر فيه الشروط و يتسنى لهم بالتالي الاستفادة من المساعدة الاجتماعية

تقرير: المزود. كوم

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-