يوكاند أَمْتْ: المصلحة المساعدة التي يهابها المهاجرون

يوكاند,أَمْتْ,المصلحة,المساعدة,التي,يهابها,المهاجرون
flickr

يتمثل الهدف الأساسي للمصلحة المساعدة للأطفال والشباب في النمسا

 (Kinder- und Jugendhilfe) 

في الحرص على سلامة وراحة هذه الفئة العمرية من كل مظاهر العنف الذي من الممكن أن يمارس عليها في حياتها اليومية


لكن العديد من المهاجرين خصوصا المنحدرين من الدول العربية مازالوا ينظرون إلى هذه المصلحة بنوع من الحيطة والحذر، ولعل مايغذي ذلك الإحساس هو تلك الفيديوهات التي تنتشر بين الفينة والأخرى على وسائل التواصل الإجتماعي والتي يظهر من خلالها الكيفية التي يتم بواسطتها سحب الأطفال من آبائهم في مختلف الدول الأوروبية


فهل تعتبر فعلاً المصلحة المساعدة للأطفال والشباب والتي يصطلح عليها في أوساط المهاجرين في ألمانيا والنمسا ب (يوكاند أَمْتْ) ذلك البعبع المخيف الذي لا شغل له سوى أخذ الأطفال بالقوة من آبائهم وتسليمهم لأسر أخرى؟ أم أن هناك تمة سوء فهم لازال يشوب العلاقة بين الجالية العربية وتلك المصلحة


تشير أحدث الإحصائيات المتداولة في مختلف وسائل الإعلام النمساوية أن أغلب الحالات التي تتدخل فيها مصلحة الأطفال والشباب تكون ناجمة عن مبادرة من طرف أحد الأبوين، لكن هذا لا يجعلنا ننفي أن تدخل هذه المصلحة يأتي أيضاً عن طريق بلاغات صادرة من المدرسين أو الجيران



لكن دخول هذه المصلحة على الخط نادراً ما ينتهي بتسليم الأطفال إلى أسرة أجنبية، لأنه قبل هذه المرحلة الأخيرة والتي من الممكن أن تحصل بناءاً على قرار من المحكمة، نجد هناك مراحل أخرى تسبقها والتي غالباً ما يتم خلالها حل المشاكل القائمة بين الأطفال وآبائهم بطريقة عملية وعلمية


تقديم المساعدة بدل الإجراءات الجزرية...


من التوجهات الأساسية التي تعتمدها مصلحة رعاية الأطفال والشباب، نجد في الدرجة الأولى تقديم المساعدة وتوجيه الأطراف المعنية حتى تعود العلاقات إلى حالتها الطبيعية، فإذا تم مثلاً تبليغ هذه المصلحة عن عنف ممارس داخل أسرة ما فغالباً ما يتم إبعاد الأطفال عن الآباء فقط كإجراء مؤقت ووضعهم في مركز تابع للمصلحة لفترة محددة


وفي أحيان أخرى لا يكون من الضروري وضع الأطفال في هذا النوع من المراكز لكن الإجراء المهم التي تقوم به هذه المصلحة في مثل هذه الحالات هو إرسال مساعِدة اجتماعية إلى سكن الأسرة المعنية بالأمر، وبعدها يتم رصد مكامن الخلل داخل هذه الأسرة عن طريق هذه المساعدة



وبتوجيه من طرف أخصائيين نفسيين واجتماعيين يتم رسم برنامج عمل يرمي إلى تقديم الدعم للأبناء والآباء على مدى فترة زمنية محدّدة من أجل إصلاح مكامن الخلل التي تم رصدها في البداية


وأغلب الحالات التي تشرف عليها مصلحة الأطفال والشباب تنتهي في هذه المرحلة. وفقط في حالات نادرة ومستعصية يدخل القضاء عل الخط من أجل البت فيما إذا كان الأطفال سيبقون ضمن أسرتهم أم سيتم إحالتهم على أسرة أخرى في إطار الإجراء الذي يصطلح عليه باللغة الألمانية

 Fremdunterbringung


تعتبر هذه المقالة بمثابة ملكية فكرية لموقع ALMOZAWID. COM

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-