بعد مرور ما يقارب الأربعة أسابيع على وصول كورنا إلى النمسا بات من الواضح أن هذا الفيروس اللعين لم يعد يشكل خطرا على النظام الصحي في النمسا فحسب، بل أيضا على سوق العمل التي كانت قبل أزمة كورونا تتبنى ما يقارب 400.000 عاطل عن العمل فإذا بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة النمساوية من أجل الحد من انتشار كورونا تضيف إلى قائمة العاطلين ما يقارب 170.000 شخصا في فترة لم تتجاوز الأسبوعين.
وحسب توقعات الخبراء فمن المرتقب أن يصل عدد العاطلين الذين أنجبتهم أزمة كورونا 200.000 خلال منتصف الأسبوع الجاري. وسيكون هذا العدد سابقة في تاريخ سوق العمل النمساوية، حيث سيتم تسجيل زيادة في نسبة البطالة في النمسا ب 50٪ في مدة لا تتجاوز الأسبوعين و النصف.
و في ظل هذه الأوضاع طالب رئيس اتحاد النقابات العمالية في النمسا السيد فولفكانك كاتسسان الشركات بعدم إقالة عمالها و موظفهيا و الاستفادة بدل ذلك من نظام Kurzarbeit (العمل لساعات قليلة) إلى حين نهاية أزمة كورونا و عودة الحياة العامة إلى إيقاعها العادي. كما طالب نفس المسؤول النقابي الحكومة النمساوية بالرفع من قيمة مساعدة البطالة الممنوحة من طرف وكالة العمل النمساوية AMS، حيث يرى السيد كاتسيان بأن صرف هذه الوكالة لنسبة 55٪ من الراتب السابق لكل عاطل عن العمل أمر غير كافي إطلاقا خصوصا في ظل الظروف الحالية.