pixabay |
بعد مرور 5 سنوات على موجة اللجوء الكبيرة التي شهدتها النمسا، و بعد حصول أغلب لاجئي سنة 2015 على حق اللجوء من طرف المصلحة الاتحادية للهجرة و اللجوء، بات من الواضح جدا أن نسبة كبيرة من اللاجئين نزحت إلى العاصمة فيينا لتبحث لها هناك على مستقر مليء بالمفاجئات الإيجابية و السلبية. فهل ياترى الانتقال من ولاية نمساوية معينة إلى العاصمة فيينا بالذات يعتبر قرارا صائبا؟ و ماهي يا ترى إجابيات و سلبيات العيش في مدينة تضم أكبر تجمع سكاني علي مستوى جمهورية الألب
دعوني أسرد أولا إيجابيات العيش في فيينا
كثير من الحاصلين على حق اللجوء في النمسا، خصوصا منهم السوريون و العراقيون و الأفغان، غادروا فورا مستقرهم الأول في النمسا في اتجاه فيينا بعد حصولهم على حق اللجوء. ومن خلال هذا الانتقال السريع نحو فيينا يبدو أن لأصحاب هذا القرار قناعة ثابتة و محفزات قوية للعيش في فيينا على المدى الطويل و التي نجد من أهمها
أولا- ارتفاع قيمة المساعد الاجتماعي و مرونة القوانين المنظمة لهذه المساعدة مقارنة بولايات أخرى، التي تربط فيها الاستفادة من المساعد الاجتماعية بعدة شروط صعبة
ثانيا- وجود جاليات كبيرة من كل بلد في فيينا، و هذا أمر يسهل معاملات أفراد تلك الجاليات في كثير من الأحيان. فمثلا شخص يتكلم اللغة العربية يسهل عليه في فيينا إيجاد الطبيب و المحامي و مدرب السياقة العربي، بينما هذا أمر نادر جدا في الولايات النمساوية الأخرى
ثالثا- وفرة الأسواق و المحلات التي تعرض منتوجات البلد الأصلي بأسعار مناسبة
رابعا- توفر إمكانية العمل في الأسود إلى جانب الحصول على المساعدات الاجتماعية
خامسا- وفرة المنظمات ،خصوصا منها النمساوية المدعومة من طرف ولاية فيينا، التي تقدم الدعم في شتى مواقف الحياة اليومية
كثرة سكان فيينا تساهم أيضا في كثرة الطلب على مختلف السلع، و هذا أمر يشجع المهاجرين و اللاجئين أصحاب رؤوس الأموال على الانتقال إلى فيينا و فتح مشاريعهم هناك
و تبقى هذه فقط أهم النقط الإيجابية المتعلقة بالعيش في فيينا و ربما هناك إيجابيات أخرى لم يأتي الحديث عنها في هذه المقالة
سلبيات العيش في فيينا
عندما نظم مطرب العرب محمد عبد الوهاب أغنية "ليالي الأنس في فيينا" لم يكن يعلم أن لفيينا أيضا جانب مظلم غالبا ما يصطدم به القادم حديثا إليها. و من أبرز تجليات هذا الجانب المظلم نجد صعوبة إيجاد سكن، و حتى وإن حالف الحظ حديثي العهد بالعاصمة النمساوية في إيجاد سكن، فغالبا ما يكون هذا الحظ مقترنا بإيجار شهري مرتفع و تأمين لا يقل عن 1500 يورو، بالإضافة إلى أتعاب السماسرة الغير الشرعيين الذين يمارسون سمسرتهم (بالمحروق) إلى جانب تقاضي مساعدات اجتماعية مصروفة من جيوب دافعي الضرائب. و دائما في ارتباط بموضوع السكن نجد أن الشباب يعانون الأمرين في فيينا، حيث أن هناك نسبة لا يستهان بها من المنتمين لهذه الفئة التي تضطر إلى تأجير سرير واحد فقط داخل المساكن المشتركة
و ربما يستغرب بعضكم عندما يعلم بأن فرص الحصول على عمل في فيينا ضئيلة مقارنة مع ولايات نمساوية أخرى مثل النمسا العليا أو تيرول، لكن هذا واقع مثبت بأرقام رسمية تصدرها كل سنة وكالة العمل النمساوية
من الملاحظ أيضا أن الاندماج في المجتمع النمساوي و تعلم لغته صار في السنوات الأخيرة صعب المنال على مستوى فيينا بشكل خاص، فالأعداد الكبيرة للأجانب المتمركزين في فيينا ساهم في جعل أوقات انتظار الحصول على مكان في دورات تعلم اللغة الألمانية طويلة جدا مقارنة بالولايات الأخرى. ينضاف إلى ذلك قلة الاحتكاك بالنمساويين
تقرير: المزود.كوم