pixabay |
نصائح مهمة للمقبلين على فتح مشروع في النمسا
أكيد أن فكرة الارتماء في أحضان العمل الحر راودت ومازالت تراود العديد من المهاجرين الذين يعيشون في النمسا أو ألمانيا، و أكيد أن التسهيلات الإدارية التي توضع رهن إشارة كل من راودته هذه الفكرة تشجع في الوهلة الأولى على خوض هذه المغامرة
و بصراحة فليس من العيب أن يأسس المرء مشروعا خاصا به و يستقل بنفسه و يتخلص من أوامر رئيسه في العمل، لكن العيب الكبير هو الشروع مباشرة في المشروع بدون الأخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي من الممكن أن يواجها الشخص في هذا المشروع خصوصا في المراحل الأولى
المشروع الناجح يحتاج الشخص المناسب
أول سؤال يجب أن يطرحه أي شخص على نفسه قبل اتخاذ أي خطوة في اتجاه تأسيس مشروع هو
(هل لدي المؤهلات الشخصية و المهنية المناسبة لهذا المشروع؟)
هناك للأسف العديد من الأشخاص يقدمون على تأسيس مشاريع خاصة بهم فقط لأنهم أعجبوا بنجاح أشخاص آخرين (أصدقاء، مشاهير، أقارب..) وبدون أن يتساؤلون عما إذا كانت قدراتهم هي نفسها المتوفرة عند أولئك الأشخاص الذين نجحوا في مشاريعهم، و هل لديهم نفس قدرة التحمل التي يتميز بها أولئك الأشخاص، أو هل لهم أصلا شغف بذلك المجال
فمثلا نجد أن أشخاصا يفتحون مطاعم و سرعان ما يفشلون و يكتشفون بعد فشلهم أن تأسيسهم لذلك المشروع الفاشل جاء فقط نتيجة إعجابهم بنجاح شخص آخر في نفس المجال و دون أخذهم بعين الإعتبار أن ذلك الشخص دخل ذلك المجال من منطلق الشغف و أيضا بعدما حصل على ما يكفي من المعارف و المعلومات
تخطيط المسار بدقة...
بعد التأكد من توفر القدرات الشخصية لإنجاز المشىروع تأتي مرحلة وضع مخطط المشروع الذي يسمى في اللغة الانجليزية
Business Plan
و تعتبر هذه النقطة جد مصيرية في أي مشروع، حيث يتوجب خلالها وضع كل المراحل التي سيمر بها المشروع، و التكن بكل السيناريوهات المحتملة ليس فقط على مدى الأشهر الأولى بعد انطلاق المشروع و إنما على مد الخمس السنوات القادمة
الوضع مختلف تماما عن عالم الوظيفة
القادمون إلى عالم العمل الحر غالبا ما يكونوا قد سإموا عالم الوظيفة و ضاقوا ذرعا بأوامر رؤسائهم ، و سعيا منهم إلى التحرر من هذه الضغوطات قرروا إنشاء مشروعهم الخاص حتى يتذوقوا طعم الحرية و يصبحوا رؤساء أنفسهم
و لكن من جهة أخرى يجب أن يأخذ هؤلاء الباحثين عن الحرية أن العمل الحر سيسلب منهم معظم الوقت و سيجعلهم يشتاقون لنظام الالعمل لمدة 8 ساعات الذي كانوا ينعمون به أيام الوظيفة. فالعمل الحر يعني الاعتماد على النفس في كل شيء
تأمين الجانب المادي في المرحلة الأولى
غالبا ما يرتبط العمل الحر، كيفما كان نوعه، بالعديد من النفقات ، و التي تزداد يوما بعد يوم ، لذلك فالمُقْدِم على هذه المغامرة يجب أن يتوفر على رأس المال الكافي لتغطية كل هذه النفقات ، إذا أراد تجنب جحيم الإفلاس المبكر
و هنا ينصح الخبراء الأشخاص الذين سيفتحون مشاريع خاصة بهم أن يكون لهم رأس مال كافي جدا في الفترة الأولى ، أو على الأقل أن يحتفضوا بوظيفتهم ، و لو في إطار دوام جزئي في ال 12 شهرا الأولى حتى يؤمنون تكاليفهم الشخصية ، و يتجنبوا في نفس الوقت عوزا ماليا في مشروعهم ، خصوصا في المرحلة الأولى، و الذي من شأنه أن يوقف رحلتهم في مجال العمل الحر في وقت مبكر
المحاسب: حلقة مهمة لا يجب الاستهانة بها
يعتبر المحاسب أو مستشار الضرائب حلقة مصيرية في نجاح أي شخص فتح مشروعا خاصا به في النمسا أو ألمانيا ، لذلك فمن الضروري جدا أن يحسن الشخص اختياره للمحاسب و مستشار الضرائب الخاص بشركته كيفما كان حجمها
و في هذا الصدد ينصح الخبراء بأن يتم اختيار محاسب لديه إلمام بنوعية المشروع الممارس ، و ذلك من خلال إشرافه على مشاريع مشابهة في نفس مجال المشروع الذي يمارسه الشخص حديث العهد بالعمل الحر
فمثلا إذا فتح شخص مطعما فسيكون من المستحسن أن يكلف محاسبا يشرف على المحاسبة لمطاعم أخرى ، حيث من شأن هذا المحاسب أن تكون له تجربة في مجال المطاعم ، و أيضا تجربة في القوانين الضريبية الخاصة بمجال المطاعم ، لذلك فغالبا مايقدم هذا المحاسب لصاحب المطعم نصائح في وقت مبكر من شأنها أن تنقذه من الدخول في مشاكل مع مصلحة الضرائب
و من الضروري أيضا أن يتوفر المحاسب على ميزة التواصل ، لأن ذلك يكون نقطة قوة بالنسبة لصاحب المشروع ، حيث يمكن أن يستفيد من هذه الصفة مثلا خلال التفاوض مع مصلحة الضرائب أو مع شركة التأمين ، من أجل تقسيط الديون التي من الممكن أن تنشأ في بعض المراحل من المشروع
تقرير: المزود.كوم