ألمانيا: لماذا تتفوق بنات المهاجرين العرب على الأولاد في الدراسة؟


في حوار له مع موقع (جي إم إكس) الألماني، تحدث الكاتب الألماني من أصول تركية السيد د.أحمد توبراك ، عن أهم الأفكار التي تناولها في كتابه الجديد ( الذكور المسلمون الغير مندمجون ، و مكامن الخلل في تربيتهم ) 


و قد حاول هذا الكاتب، الذي اشتغل على مدى سنوات طويلة مع الشباب والمراهقين المنحدرين من أسر تركية و عربية و المتسمين بسلوك عنيف في المدرسة و العمل ، في كتابه هذا أن يوضح الأسباب التي تجعل هذه الفئة بالذات تنقطع عن الدراسة ، و تتعامل مع محيطها في ألمانيا بعنف و تميل كل الميل إلى التشدد الديني و القومي 


و من خلال الاطلاع على محتوى الكتاب ، يتبين أن هذا الكاتب ، الذي ينحدر هو الآخر من أصول تركية مسلمة ، يحمل المسؤولية في الدرجة الأولى للآباء و لمستواهم التعليمي الذي يجعلهم لا ينجحون في توجيه أبنائهم بالشكل الصحيح داخل المجتمع الألماني ، و يغرسون بدل ذلك بأذهانهم تقاليد و عادات ثقافتهم الأصلية و خصوصا منها تلك المتعلقة بالتمييز بين الذكر و الأنثى 


و لتوضيح النقطة المتعلقة بالمستوى التعليمي للآباء ، ضرب هذا الكاتب التركي مثلا بالفارق المتواجد بين أبناء المهاجرين الإيرانيين و المهاجرين الأتراك أو بالأحرى العرب ، حيث قال في هذا الباب بأنه بالرغم من أن الأمر يتعلق في كل هذه الفئات بالمسلمين إلا أن أبناء المسلمين الإيرانيين يعتبرون بناء على الأرقام و الإحصائيات أحسن اندماجا في ألمانيا من نظرائهم الأتراك و العرب ، و أرجع الكاتب سبب ذلك إلى كون أن الآباء الإيرانيين المهاجرين إلى ألمانيا استفادوا في معظمهم في بلدهم الأصلي من مسار دراسي طويل. في حين أن النسبة الأكثر من المهاجرين الأتراك و العرب هُمِّشت تعليميا في بلدانها و لم تستفد من القدر الكافي من التعليم الذي يؤهلها إلى فهم مميزات و مكونات المجتمع المستقبل ، و بالتالي الاندماج فيه بسرعة 


لماذا التركيز بالذات على الذكور في هذا الكتاب ؟



و في وصفه لمظاهر الفشل في اندماج شباب و مراهقين مسلمين ولدوا و ترعرعوا في ألمانيا يركز الكاتب توبراك في مؤلفه الجديد بالذات عن الذكور، و يؤكد بأن المراهقين و الشباب الذكور يشكلون السواد الأعظم فيما يخص الفشل في الاندماج داخل المجتمع الألماني ، و أيضا حالات العنف ، بل إن الكاتب ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك و أثبت بالملموس بأن الشابات المسلمات المنحدرات من أصول تركية أو عربية ، قد استطعن على عكس الشبان المسلمين أن تنجحن داخل المدرسة و أن تندمجن فيما بعد بنجاح داخل المجتمع الألماني . ولتوضيح هذه النقطة حمل الكاتب مرة أخرى المسؤولية للآباء و النظام المعتمد داخل الأسر التركية و العربية المهاجرة 


حيث ذكر في هذا الباب بأن البنت في هذا النوع من الأسر تكون أكثر استعدادا لتقبل النظام التربوي المعتمد داخل المدرسة الألمانية، حيث يكون من السهل عليها تقبل الأوامر الموجهة لها من طرف المدرسين و إنجاز كل الواجبات ، و يعود الفضل في كل ذلك إلى الضغط الذي تعانيه البنت داخل الأسر التركية أو العربية التقليدية ، التي تركز بشدة على إعداد البنت لتصبح في المستقبل زوجة صالحة و مثالية. لذلك يتم تعويدها في وقت مبكر على تأدية الواجبات داخل المنزل ( مثل التنظيف و الطبخ ... ) على نحو سريع و منظم و دقيق، كما لا يفسح لها المجال لمناقشة هذه الواجبات ، و اذا حاولت ذلك ستتم معاقبتها خصوصا من طرف الأم 




و على عكس هذه الأجواء التي تُفرض على البنت داخل نسبة كبيرة من الأسر العربية و التركية المهاجرة ، أعزى هذا الكاتب التركي أسباب فشل نسبة كبيرة من المراهقين و الشباب الذكور العرب و الأتراك في حياتهم الدراسية و العملية في ألمانيا الى المكانة التي يحظون بها داخل أسرهم ، حيث أن إعفاءهم من المساهمة في الأعمال المنزلية ( لأنها حكر على الإناث فقط ) تجعل منهم فيما بعد ذكورا متسلطين يرفضون الأوامر ( حتى تلك التي تصب في مصلحتهم ) و لا يعتمدون على أنفسهم الشيء الي يجعلهم غير قادرين على الاندماج في محيطهم المدرسي و المهني فيما بعد ، و يجعلهم أكثر ميلا لمواجهة كل المواقف التي يوضعون فيها بنوع من التسلط و العنف 


نبذة عن أحمد توبراك 



ولد أحمد توبراك سنة 1970 في قرية وسط تركيا ، و التحق فيما بعد بوالديه في ألمانيا. و بعد إنهائه لمرحلة التعليم الأساسي في ألمانيا ، عاد السيد توبراك إلى تركيا ليكمل دراسته ، و بعد حصوله هناك على شهادة البكالوريا التحق بالجامعة لدراسة الأدب الإنجليزي 


و بعد قضائه سنة واحدة في الجامعة التركية ، عاد مرة أخرى إلى ألمانيا لمواصلة دراسته الجامعية ، لكن هذه المرة ليس في شعبة الأدب الإنجليزي و إنما في شعبة علوم التربية . و بعد تخرجه من هذه الشعبة سنة 1997 ، اشتغل كمدرب متخصص في إعادة إدماج المراهقين من أصول أجنبية و المتسمين بسلوكيات عنيفة . و بالموازاة مع هذا العمل كان السيد توبراك ينكب على تحضير رسالة الدكتوراه. و بعد هذا المسار الدراسي الناجح ، استطاع السيد توبراك أن يحصل على منصب أستاذ جامعي في جامعة دورتموند التطبيقية ، و بالضبط في مجال علوم التربية 


و لتقريب الرأي العام الألماني من أسباب و خلفيات عدم قدرة العديد من الشباب و المراهقين المنحدرين من أصول تركية عربية من الإندماج بشكل جيد في محيطهم المدرسي و المهني و اتسامهم بسلوكيات عنيفة ، قام السيد توبراك بتأليف كتاب لخص فيه تجربته و تصوراته و اختار له العنوان الآتي 


(الذكور المسلمون الغير مندمجون - و مكامن الخلل في تربيتهم)


يمكن شراء هذا الكتاب من الرابط الآتي: 



المزود . كوم _ متابعة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-