pixabay |
المزود.كوم
ـ متابعة
من الفئات التي قوبلت طلبات لجوئها بأكبر نسبة من الرفض على مستوى النمسا خلال الخمس سنوات الماضية نجد فئة اللاجئين العراقيين. و قد بلغت موجة رفض طلبات العراقيين أوجها في فترة الحكومة النمساوية السابقة التي كان يتحالف فيها حزب الشعب المحافظ مع حرب الحرية اليميني، حيث تميزت هذه الفترة بالذات بالعودة الطوعية للآلاف من اللاجئين العراقيين إلى بلدهم الأصلي بعدما صار شائعا في أوساطهم بأن هناك تمة تعليمات من وزارتي الداخلية و العدل برفض طلب لجوء أي عراقي كيفما كانت حدة الخطر أو الأخطار التي دفعت بهذا اللاجئ إلى مغادرة مسقط رأسه.
بصيص أمل في ملف اللاجئين العراقيين في النمسا
بعدما شاءت الصدفة الإيبيزية (نسبة لفضيحة إيبيزا) أن تسقط الحكومة النمساوية السابقة التي كان توجهها في سياسة اللجوء و الهجرة يمينيا بشكل واضح جدا، تمكن الحزب الأخضر المتحالف مع حرب الشعب الحالي من الحصول على حقيبة وزارة العدل و وضعها بيد السيدة عالما زاديتش المنحدر من أسرة بوسنية لجأت إلى النمسا قبل ما يقارب 25 سنة. ومنذ وصول هذه السياسية إلى هذا المنصب المهم بدأ اللاجئون العراقيون على و جه الخصوص يلاحظون بعض الانفراج في قضيتهم. والدليل على ذلك هو أن العديد من طالبي اللجوء العراقيين تمكنوا في الفترة الأخيرة من الظفر بإقامة اللجوء أو إقامة الاندماج من المحكمتين الإداريتين المسؤولتين على ملفات العراقيين والمتواجدتين في مدينتي غراتس و لينز، و ذلك بعدما قوبلت طلباتهم بالرفض من طرف المصلحة الاتحادية للهجرة و اللجوء التابعة لوزارة الداخلية.
و تأكيدا لهذا الكلام تواصل موقع المزود.كوم مع ممثلي منظمات حقوقية يساعدون طالبي اللجوء في الطعن في قرارات المصلحة الاتحادية للهجرة و اللجوء و يرافقونهم أثناء جلسات الاستماع في المحاكم الإدارية التابعة لوزارة العدل، و أكدوا أنهم لاحظوا نوعا من الانفراج في ملفات اللاجئين العراقيين.
نفس الشيء لاحظته الناشطة الحقوقية العراقية السيدة سوزانه أحمد التي صرحت في مكالمة هاتفية مع موقع المزود.كوم بأن ما يقارب 70 في المائة من اللاجئين العراقيين صاروا في الفترة الأخيرة يحصلون على حق الإقامة في النمسا. وتعزي هذه الناشطة الحقوقية التي شاركت في العديد من الوقفات المناهضة للحكومة العراقية والمطالبة بإنصاف اللاجئين العراقيين في النمسا (تعزي) هذا الانفراج الملحوظ إلى تغير التوجه السياسي داخل الحكومة النمساوية حيال قضية العراقيين وأيضا إلى كون أن نسبة من العراقيين تجاوزت إقامتهم في النمسا الخمس السنوات.
pixabay |
بقاء العراقيين في النمسا رهين باندماجهم
على نحو مسبوق بات اللاجئون العراقيون في الفترة الأخيرة يحصلون على إقامة اندماج صالحة لمدة سنة بدل الحصول على حق اللجوء. ويعود الفضل في ذلك إلى تواجدهم لفترة تتجاوز الخمس سنوات في النمسا بالإضافة إلى تعلمهم اللغة الألمانية ودخول أبناءهم المدارس النمساوية خلال هذه الفترة و انخراطهم في أعمال تطوعية أو إنشاءهم لمشاريع صغيرة (مثل صالونات الحلاقة).
كل هذه العوامل جعلت القضاة في المحاكم الإدارية النمساوية يرون في كل هذه المجهودات المبذولة من طرف طالبي اللجوء العراقيين إشارة واضحة على استعدادهم للعيش على المدى الطويل في النمسا. السيدة سوزانه أحمد التي تحضر حاليا لاختبار مستوى أ2 في اللغة الألمانية وتعمل منذ مدة طويلة كمتطوعة في دور المسنين ترى بأن الاندماج بشكل ناجح في المجتمع النمساوي صار أهم معيار يستند عليه قضاة النمسا أثناء بتهم في طلبات لجوء العراقيين.