 |
| pixabay |
ما المقصود بالتكوين المهني المزدوج (Duale Ausbildung) في ألمانيا؟
يوفر نظام التعليم الألماني قاعدة قوية لولوج سوق العمل سواء الألمانية أو العالمية. و يتميز نظام التكوين المهني في ألمانيا عن بقية دول العالم بكوني يركز بشكل كبير على الجانب التطبيقي، حيث يشترط على الأشخاص المستفيدين من تكوين مهني في أي مجال التوفر على عقد عمل داخل شركة معينة و العمل في تلك الشركة إلى جانب تلقي الدروس النظرية جاخل المدرسة.
شرح مبسط لنظام التكوين المهني أو اوسبيلدونغ في ألمانيا؟
لنفترض أن شخصا اسمه هشام مثلا يرغب في أن يتكون في مجال الميكانيك مثلا. في هذه الحالة يتوجب على هشام التواصل مع الشركات التي تنشط في مجال الميكانيك في ألمانيا (مثلا: ورشة ميكانيك أو مصنع سيارات..). بعد موافقة هذه الشركة على تكوين هشام في مجال الميكانيك تبرم معه عقد تكوين لمدة 3 سنوات مثلا. و خلال هذه السنوات الثلاث يحق لهشام التدرب داخل الشركة وتقاضي راتب شهري مقابل تواجده داخل الشركة و بين الفينة و الأخرى ينقطع هشام عن العمل في الشركة ليتفرغ للدروس النظرية التي يتلقاها داخل المدرسة المهنية Berufsschule.
متى تقام الدروس النظرية في المدرسة المهنية؟
الإجابة على هذا السؤال تختلف من تخصص إلى آخر. و لكن في العادة يزر المستفيدون من التكوين المهني المدرسة المهنية مرة أو مرتين في الأسبوع أو مرة أو مرتين في الشهر إذا تم تجميع. و الدروس في المدرسة المهنية تلقن بطبيعة الحال باللغة الألمانية لذلك يتوجب على الطلاب الأجانب الراغبين في الحصول على شهادة اوسبيلدونغ في مهنة معينة أن يكونوا متمكنين بالقدر الكافي من اللغة الألمانية.
هل يحق لي كأجنبي أن أستفيد من التكوين المهني في ألمانيا؟
إذا كنت حاصلا على إقامة طويلة الأمد في ألمانيا أو من مواطني دول الاتحاد الأوروبي و سويسرا و ليشتينشتاين و ايسلاندا و النرويج فيحق لك الاستفادة من التكوين المهني في كل المهن الممكنة دون الخضوع لأية شروط. يتوجب عليك في هذه الحالة فقط تغيير مقر السكن و تسجيل نفسك في بلدية المدينة أو القرية الألمانية التي تسكن فيها.
أما الأشخاص الذين لا ينحدرون من الدول المذكورة أعلاه فيتوجب عليهم التقدم بطلب فيزا خاصة بالتكوين المهني لدى السفارة الألمانية المتواجدة في البلد الذين يتواجدون فيه. نظرا للحاجة الماسة لألمانيا لليد العاملة المتخصصة قررت الحكومة الألمانية في السنوات الأخيرة تسهيل ولوج الطلاب الأجانب إلى نظام التكوين المهني الألماني و التدرب على مختلف المهن داخل ألمانيا.
هناك أيضا قانون جديد دخل حيز التنفيذ سنة 2020 يسمح بموجبه للطلاب الغير منحدرين من دول الاتحاد الأوروبي بالحصول على تأشيرة صالحة لمدة 6 أو 9 أشهر و التي تعطي لصاحبها الحق في زيارة ألمانيا بهدف البحث على فرصة تكوين مهني. و بطبيعة الحال بعض الحصول على عقد اوسبيلدونغ يحق للمستفيدة من هذه التأشيرة تمديد إقامته و البقاء لمدة أطول في ألمانيا.
أما بالنسبة لللاجئين المتواجدين في ألمانيا و الحاصلين على حق اللجوء فيحق أيضا لهم الاستفادة من التكوين المهني. و من أجل اختيار التكوين المهني المناسب لمؤهلاتهم يمكن لهم اللجوء لمكتب العمل الذي من الممكن أن يقدم لهم الاستشارات الضرورية في هذا الباب و يساعدهم على إيجاد الشركات التي من الممكن أن تشرف على تكوينهم.
ماهي الوثائق الواجب تقديمها من أجل الحصول على تأشيرة تكوين مهني في ألمانيا؟
- الشهادات المدرسية و المهنية و التي يجب أن تخضع للمراجعة من طرف مصلحة التعديل
- شهادات اللغة الألمانية التي تختلف حسب المهن و الشركات
(هناك بعض الشركات أو المهن التي تطلب فقط شهادة A2 وهناك مجالات أخرى من التكوين المهني التي يتوجب على الأشخاص الراغبين في الالتحاق بها أن يكون لديهم على الأقل مستوى B1 أو B2:
ـ تأكيد بالقدرة على تغطية تكاليف الحياة في ألمانيا (على الأقل بين 600 و 700 يورو).
ـ التأمين الصحي
ـ إثبات يثبت توفر المقبل على الاستفادة من تكوين مهني في ألمانيا على سكن.
 |
| pixabay |
ماهي الشواهد المدرسية و الجامعية التي أحتاجها من أجل ولوج التكوين المهني في ألمانيا؟
الشركات التي تمنح عقود التكوين المهني هي التي تحدد الشهادات المهنية اللازمة من أجل بدء التكوين المهني. كما أن الشواهد المدرسية المطلوبة تختلف من مجال إلى آخر.
أما بالنسبة لتعديل الشواهد الأجنبية في ألمانيا فيمكن زيارة موقع أنابين الذي تتوفر فيه كل المعلومات المتعلقة بتعديل الشهادات الأجنبية.
ماهي المؤهلات المطلوبة للحصول على فرصة تكوين مهني في ألمانيا؟
أول و أهم يجب أن يتوفر عليه الشخص المتطلع لولوج عالم التكوين المهني في ألمانيا هو مستوى مقبول في اللغة الألمانية، لذلك ينصح دائما بدراسة اللغة الألمانية بشكل جيد في البلد الأصل و بلوغ على الأقل مستوى B1، فهذا الأمر يؤهل الشخص المعني بالأمر بالتواصل بشكل جيد مع الشركات الألمانية التي من الممكن أن يحصل فيها على فرصة توظيف. كما يساعد التمكن من اللغة الألمانية بالشكل الكافي الشخص المعني بالأمر من تسيير معاملاته فور قدومه إلى ألمانيا في الإدارات و مختلف المرافق.
يجب أيضا على الشخص المتطلع إلى ولوج التكوين المهني في مهنة معينة في ألمانيا أن يتوفر على بعض الأساسيات المرتبطة بتلك المهنة، فمثلا الشخص الذي يرغب في التكون في مجال التمريض و رعاية المسنين يجب أن يكون شخصا صبورا و لطيفا وله حس اجتماعي . و شخص يود أن يتكون في مجال السياحة فيجب أن يتوفر قبل الشروع في التكوين على بعض الأساسيات مثل التمكن من بعض اللغات الأجنبية و الإلمام ببعض تقنيات الحاسوب.
كم يستغرق التكوين المهني في ألمانيا
تختلف مدة التكوين المهني في ألمانيا من شعبة إلى أخرى.و لكن أغلب الشعب تستغرق بين الثلاث و الأربع سنوات. و في بعض الحالات الاستثنائية يتم تقليص مدة التكوين الإجمالية و يعتمد هذا الأمر عما إذا كان الشخص المستفيد من هذا الامتياز قد سبق له و أن استفاد من تكوين مهني مشابه في بلد آخر و لديه شهادات تثبت هذا الأمر.
ماهي آفاق التكوين المهني في ألمانيا؟
إنهاء تكوين مهني معين في ألمانيا يجعلك أول متكنا من المهنة التي تكونت فيها. كما يقوي حظوظك للحصول على وظيفة قارة في شركة ألمانية، خصوصا و أن كانت مهنك تندرج في لائحة المهن التي تشهد فيها ألمانيا نقصا ماسا في اليد العاملة.
أما بالنسبة للأجانب فيمكنهم من خلال إنهاء فترة التكوين المهني بنجاح أن يحصلوا على عقد عمل ثابت لدى شركة ألمانية الشيء الذي سيساعده على الحصول على الإقامة الدائمة وبعدها على الجنسية الألمانية.
نصيحة للمقبلين على التكوين المهني في ألمانيا
الكثير من الأشخاص يسلكون طريق التكوين الهني فقط بهدف الوصول إلى ألمانيا وبدون اختيار الشعبة أو المهنة التي سيكونون فيها بدقة وبناء على مبادئ وأهداف معينة وبدون أن يأخذوا أيضا معلومات عن نظام التكوين المهني في ألمانيا أو تكون لهم فكرة مسبقة عن العقلية الألمانية التي تمجد الانضباط في العمل.
وبعد وصول هؤلاء الأشخاص إلى ألمانيا يكتشف البعض منهم بأن شعبة التكوين المهني التي اختاروها لا تتناسب إطلاقا مع شخصيته ومؤهلاتهم وتطلعاتهم فيضطرون ا إلى تغيير الشعبة من جديد الشيء الذي يترتب عليه ضياع للوقت.
بعض الأشخاص الذين لا يستفسرون من قبل بشكل جيد عن نظام التكوين المهني في ألمانيا وعن عقلية الألمان في مجال العمل يجدون أنفسهم بعد وصولهم إلى ألمانيا أمام مهمة شاقة، حيث يصبح عليهم من الصعب الانتقال من نظام الكسل والنوم الطويل وبطء الحياة الذي اعتادوه وسط أسرهم إلى نظام الاجتهاد والاستيقاظ مبكرا والسرعة في العمل ، الشيء الذي من الممكن أن يؤدي إلى الانقطاع مبكرا عن التكوين المهني والدخول بالتالي في مشاكل قانونية مرتبطة بعدم القدرة على تمديد الاقامة و أيضا في عدم القدرة على إيجاد فرصة تكوين مهني أخرى في مجال آخر. لذلك ينصح دائما بجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الإقدام على فكرة التكوين المهني في ألمانيا.
يتوجب على الأشخاص المقبلين على خوض رحلة التكوين المهني في ألمانيا أن يحذروا من عمليات النصب المتعلقة بعقود العمل و التكوين المهني في ألمانيا، و التي كثرت في الفترة الأخيرة. بشكل ملحوظ.
للاستفسار أكثر بخصوص عمليات النصب الموجودة في هذا الباب أنصحكم بقراءة هذه المقالة.