احتجاجات واسعة في فيينا ضد حزب الحرية اليميني

 

صورة رمزية (المصدر)

آلاف المتظاهرين في فيينا يحتجون ضد مشاركة حزب الحرية النمساوي (FPÖ) في الحكومة

تجمع آلاف المواطنين في فيينا للتعبير عن رفضهم لمشاركة حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف في الحكومة. أثار الحزب قلقاً واسعاً بين مختلف شرائح المجتمع بسبب مواقفه المتطرفة وسياساته المثيرة للجدل. وجاءت هذه الاحتجاجات بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي شهدت فوز حزب FPÖ مما عزز احتمال دخوله في ائتلاف حكومي. وقد رفع المتظاهرون شعارات تندد بمشاركة الحزب في السلطة وطالبوا بعدم السماح له بتولي مناصب حكومية. تعكس هذه التظاهرات حالة الاستياء الشعبي الواسع تجاه توجهات الحزب التي يُنظر إليها على أنها تتعارض مع قيم التسامح والديمقراطية.

المظاهرة انطلقت من وسط المدينة إلى البرلمان

بدأت المسيرة الاحتجاجية من وسط مدينة فيينا، حيث تجمّع المتظاهرون وتوجهوا في موكب كبير نحو مبنى البرلمان النمساوي. هدفت هذه المسيرة إلى التعبير عن الرفض الشعبي لمشاركة حزب الحرية النمساوي في الحكومة. ورفع المتظاهرون لافتات تعبر عن معارضتهم للسياسات اليمينية المتطرفة التي يتبناها الحزب، ورددوا شعارات تعكس رفضهم لتلك الأفكار. كانت المسيرة منظمة بشكل لافت وشاركت فيها مختلف الفئات الاجتماعية التي تتبنى موقفاً معارضاً لهذه السياسات. وصول الموكب إلى البرلمان حمل دلالة رمزية، حيث إنه يمثل المؤسسة التي قد تشهد مشاركة الحزب اليميني في الحكومة.

شعارات ضد الحزب اليميني المتطرف

خلال المظاهرة التي شهدتها فيينا رفع المتظاهرون لافتات مناهضة لحزب الحرية النمساوي. حملت إحدى اللافتات عبارة "لا تحالف مع النازيين" في إشارة إلى خطورة أفكار الحزب التي يعتبرها البعض امتداداً للفكر الفاشي. وتم تصوير هربرت كيكل رئيس الحزب على أنه دمية في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعبيراً عن مواقفه المؤيدة لروسيا والتي تثير الكثير من الجدل. هذه الشعارات جاءت تعبيراً واضحاً عن رفض المشاركين في المظاهرة للسياسات التي يتبناها الحزب خاصة تلك التي تتسم بالعنصرية ومعاداة المهاجرين. وقد أكدت هذه الرسائل أن المتظاهرين يعارضون بشكل حازم أي تعاون سياسي مع هذا الحزب.

بدء محادثات الاستطلاع لتشكيل الحكومة

يستعد الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين لبدء محادثات الاستطلاع بهدف تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات. من المقرر أن يبدأ هذه المحادثات مع قادة جميع الأحزاب السياسية في البلاد، حيث سيكون هربرت كيكل زعيم حزب الحرية النمساوي أول من يجتمع بالرئيس. تهدف هذه المحادثات إلى تقييم إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي قادر على تحقيق الاستقرار السياسي. ورغم فوز حزب الحرية في الانتخابات فإن التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة يعتمد على نجاح هذه المحادثات وتوافق الأحزاب المختلفة. من المتوقع أن تواجه هذه المحادثات تحديات كبيرة في ظل رفض العديد من الأحزاب التحالف مع حزب الحرية.

خيارات بديلة للتحالف الحكومي

إذا فشلت المفاوضات بين حزب الشعب النمساوي وحزب الحرية لتشكيل الحكومة، هناك خيارات بديلة يمكن النظر فيها. من بين هذه الخيارات، إمكانية تشكيل ائتلاف بين حزب الشعب والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو ما يمكن أن يوفر توازناً بين السياسات المحافظة والاشتراكية. كما يمكن التفكير في تحالف ثلاثي يضم الليبراليين من حزب "نيوس"، وهو ما قد ينتج حكومة تضم تنوعاً سياسياً أوسع. هذا الخيار قد يكون أكثر قبولاً لدى العديد من النمساويين الذين يعارضون التطرف السياسي. إلا أن تحقيق هذه الخيارات يتطلب توافقاً سياسياً بين زعماء الأحزاب، وهو أمر قد يكون صعباً في ظل التباين الواضح في الأيديولوجيات. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-