pexels |
أياما قليلة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نشر موقع GMX الناطق باللغة الألمانية مقالة مفصلة عرض فيها الآثار الممكنة للتحولات السياسية في سوريا على سوق العمل النمساوية. و قد تم ربط هذه التحولات بالنمسا على وجه الخصوص نظرا لأن هذا البلد الأوروبي استقبل منذ بداية الثورة السورية الآلاف من اللاجئين السوريين الهاربين من بطش النظام في بلدهم.
لا يزال من غير الواضح بعد التحوّل في سوريا ما إذا كان ومتى وإلى أي مدى سيعود من لجأوا من هناك إلى النمسا إلى موطنهم الأصلي. وعلى صعيد سوق العمل النمساوي يتوقع المراقبون أن تكون التأثيرات قليلة ارتباطا بهذه النقطة. ففي حين يرى رئيس مكتب سوق العمل النمساوي (AMS) السيد يوهانس كوبف، أنّ الافتراض بأن العديد سيعودون سريعاً إلى بلادهم هو أمر "خاطئ"، تشير بيانات الـ AMS إلى أنّ هناك حالياً 23,988 شخصاً من أصول سورية يعملون مقابل راتب شهري قار في النمسا.
وقال كوبف رداً على سؤال من وكالة الأخبار النمساوية عمّا إذا كان عودة كثيرين إلى سوريا ستشكّل مشكلة لسوق العمل المحلي: "أعتبر الافتراض بأن هناك أعداداً كبيرة سترجع إلى موطنها افتراضاً خاطئاً". وتابع: "الناس الذين بنوا حياةً جديدة في النمسا، وتعلّموا اللغة، وحصلوا على عمل، من غير المحتمل أن يعودوا سريعاً"، مشدداً بذلك على وجهة نظره.
العديد من السوريين يعملون في قطاع الخدمات
ومن خلال إطلالة على القطاعات التي يعمل فيها أكثر من 4,200 سورية وحوالي 19,800 سوري في النمسا يتبين تمركّزهم في مجالات مختلفة ضمن قطاع الخدمات. ولتقييم عدد السوريين العاملين في النمسا – الذين يقاربون 24,000 شخص – ينبغي الإشارة إلى أنّ إجمالي عدد العاملين بأجر في البلاد يبلغ 3.977 مليون شخص. وبالتالي لا تتجاوز نسبة السوريين حوالي 0.6% من المجموع الإجمالي للعاملين في النمسا، و جميع هذه الأرقام مأخوذة من إحصائيات وكالة العمل النمساوية لشهر أكتوبر 2024.
وأغلب السوريين يعملون في قطاع تجارة السيارات وإصلاحها (3,706)، ويعمل عدد قريب جداً منهم في قطاع الإيواء والمطاعم (3,645)، وكذلك في قطاع الخدمات الاقتصادية الأخرى (3,612). ويأتي قطاع الصناعات التحويلية في المرتبة الأخيرة (3,119). كما يزيد عدد السوريين العاملين في قطاعات النقل والتخزين (2,321)، والبناء (1,571)، والصحة والرعاية الاجتماعية (1,518)، والخدمات الأخرى (1,170) عن ألف شخص لكل قطاع.
وبإضافة طالبي اللجوء الذين لا يُسمح لهم بالعمل بشكل رسمي يمكن أن يقترب إجمالي عدد الأشخاص ذوي الأصول السورية الذين يعيشون حاليا في النمسا من 100,000. وقد شهدت سوريا حرباً أهلية على مدى أكثر من عشر سنوات، والآن انهار نظام بشار الأسد المدعوم من روسيا على وجه الخصوص. ولا يزال مدى تطور البلاد نحو مزيد من السلم والديمقراطية بعد "الثورة" الحالية أمراً مفتوحاً، بحسب مراقبين.