النمسا تقترب من حكومة يمينية متطرفة


المزود.كوم ـ متابعة

شهدت النمسا تحولات سياسية كبيرة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث تصدّر حزب الحرية النمساوي (FPÖ) المشهد السياسي بفوزه بأكبر عدد من الأصوات. وفي ظل هذا الواقع الجديد أعلن الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين عن نيته التشاور مع زعيم الحزب هربرت ككل لبحث الوضع السياسي وإمكانية تشكيل الحكومة. وبالتوازي مع ذلك بدأ حزب الشعب المحافظ (ÖVP) بتخفيف موقفه الرافض تجاه التعاون مع حزب FPÖ، ما يعزز احتمالات تشكيل تحالف بين هذين الحزبين اللذان تجمعهما نظرة مشتركة خصوصا فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالهجرة و اللجوء. 

وقد شهدت المفاوضات بين الأحزاب الأخرى سلسلة من الإخفاقات. فالمحادثات الثلاثية بين حزب الشعب والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) وحزب النيوليبراليين (Neos) لم تسفر عن اتفاق. كما فشلت المحاولات الثنائية بين ÖVP وSPÖ بسبب اختلافات جذرية حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وفي ظل هذه الإخفاقات أعلن المستشار الحالي كارل نهامر استقالته، معربًا عن رفضه القاطع للدخول في تحالف مع FPÖ. واستقالة نهامر تُبرز عمق الانقسامات السياسية داخل حزب الشعب النمساوي ـ الذي حصل على الرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ـ حيث يسود التوتر بين مختلف الأطراف.

وفي الوقت نفسه أعرب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أندرياس بابلر، عن مخاوفه من تصاعد نفوذ FPÖ، محذرًا من احتمال أن يتولى هربرت ككل منصب المستشار. كما ألقى بابلر اللوم على قوى مؤيدة لحزب الحرية اليميني المتطرف داخل حزب ÖVP في فشل المفاوضات، معتبراً أن هذه القوى أسهمت في تعزيز موقع FPÖ. 


وبالرغم من العزلة السياسية التي عانى منها FPÖ سابقًا تشير استطلاعات الرأي الحالية إلى زيادة كبيرة في شعبيته، حيث يتجاوز الدعم الشعبي له نسبة 40%. ومع تعثر الجهود لتشكيل حكومة يزداد احتمال اللجوء إلى انتخابات جديدة، ما قد يعزز مكانة FPÖ بشكل أكبر. ومع تصاعد هذه التحديات يبقى مستقبل الحكومة في النمسا غامضًا، حيث تتزايد المخاوف من حدوث تغييرات جذرية في المشهد السياسي قد تقود البلاد نحو مسار جديد غير مألوف.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-