حظر الهواتف المحمولة في مدارس النمسا

 

pixabay

تعتزم الحكومة النمساوية فرض حظر شامل على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس حتى الصف الثامن، سواء خلال الحصص الدراسية أو في فترات الاستراحة. يأتي هذا القرار بعد أن كان معمولًا به جزئيًا في بعض الولايات، ولكنه الآن سيصبح إلزاميًا على المستوى الوطني. وزير التعليم كريستوف فيدركير (من حزب النيوس) أوضح أن الهدف من هذا القرار هو تعزيز دور إدارات المدارس في ضبط البيئة الدراسية وتحسين التفاعل الاجتماعي بين الطلاب.

تأثير الحظر على الطلاب وأولياء الأمور

يرى المسؤولون أن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة لا يؤثر فقط على الصحة العقلية للطلاب، بل ينعكس سلبًا أيضًا على سلوكهم الاجتماعي. من المتوقع أن يواجه أولياء الأمور صعوبة في التكيف مع هذا القرار، خاصةً أولئك الذين اعتادوا التواصل المستمر مع أبنائهم خلال اليوم الدراسي.

آراء مؤيدة ومعارضة

تشير التقارير إلى أن 80% من المدارس النمساوية تتبع بالفعل سياسات صارمة بشأن الهواتف المحمولة، لكن القرار الجديد سيجعل هذه القواعد أكثر وضوحًا وموحدة على مستوى البلاد. المسؤولة التربوية كارين سبان وصفت الحظر بأنه "دعم كبير" للإدارات المدرسية، خاصة أن المشاكل المتعلقة بالهواتف المحمولة تتركز في المدارس الإعدادية.

إلى جانب ذلك أعطت الحكومة للمدارس حرية تحديد أماكن حفظ الهواتف أثناء اليوم الدراسي، وسيتم فرض عقوبات على الطلاب المخالفين، مثل تسجيل المخالفة في سجل الفصل أو استدعاء أولياء الأمور.

تطبيقات سابقة وانتقادات للقرار

تجارب بعض الولايات النمساوية سبقت هذا القرار؛ ففي ولاية كيرنتن، تم منع استخدام الهواتف في المدارس الابتدائية، بينما امتد الحظر في ولاية شتايرمارك إلى الصف الثاني الإعدادي، وفي فيينا حتى الصف الرابع من التعليم الإعدادي. كما دعم اتحاد أولياء أمور المدارس الإلزامية هذا التوجه.

ورغم التأييد الواسع انتقد بعض السياسيين القرار، حيث اعتبرت النائبة عن حزب الخضر، سيغريد ماورر، أن العديد من المدارس كانت تطبق بالفعل سياسات فعالة بشأن استخدام الهواتف، وأن القرار الجديد يجعل الاستثناءات بدلاً من القواعد هي مسؤولية إدارات المدارس، مما قد يكون مجرد خطوة شكلية. من جانبه، أكد المتحدث باسم التعليم في حزب الحرية، هيرمان بروكل، أن الحظر وحده لن يحل مشاكل التعليم، داعيًا إلى معالجة أسباب أعمق مثل نقص المعلمين والهجرة.

التأثيرات الصحية والنفسية لاستخدام الهواتف

يرى وزير التعليم النمساوي أن الهواتف المحمولة تضر بشكل كبير بتركيز الطلاب، معتبرًا إياها "قاتلة للتركيز" أكثر من تأثير جائحة كورونا. كما أشار عالم البيئة الصحية بيتر هتر من جامعة فيينا إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف يؤدي إلى مشاكل مثل التوتر، والقلق، واضطرابات النوم.

ومن المتوقع أن يصدر وزير التعليم قرارًا رسميًا بهذا الشأن خلال شهر مارس، مع إمكانية السماح بالاستثناءات التي يقررها مجلس إدارة المدرسة، وذلك لضمان تحقيق التوازن بين التعليم الرقمي والحد من الإلهاء.


المصدر: موقع القناة النمساوية الأولى

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-