![]() |
pixabay |
(المصدر: www.nachrichten.at)
أعلنت منظمة التنقل VCÖ أن انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن حركة الطيران في النمسا بلغت 2.97 مليون طن في العام الماضي، أي بزيادة تقدر بنحو 11% مقارنة بعام 2023. ووفقًا للبيانات فإن هذا الرقم قريب جدًا من أعلى مستوى تم الوصول إليه في عام 2019، والذي بلغ 2.99 مليون طن. وذكرت المنظمة أن الزيادة في الانبعاثات تُعتبر جزءًا من اتجاه عالمي، حيث يساهم الطيران بحوالي 3.5% من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ووفقًا لتحليل البيانات التي أجرتها المنظمة، فإن انبعاثات الطيران في النمسا في عام 2014 كانت 2.1 مليون طن، بينما كانت في عام 2004 حوالي 1.8 مليون طن. ووفقا للمركز الألماني للطيران والفضاء (DLR)، فإن نحو ثلثي تأثير الطيران على المناخ يرجع إلى تأثيرات غير مرتبطة بثاني أكسيد الكربون.
وذكرت الخبيرة في VCÖ، كاثارينا ياشينسكي، أن الأزمة المناخية تتفاقم بسرعة، وأشارت إلى أنه من الضروري تقليص انبعاثات الطيران بشكل سريع وملحوظ. ووضعت المنظمة العديد من المقترحات لتقليل هذه الانبعاثات، منها استبدال بعض رحلات الأعمال عبر الطائرة بمؤتمرات الفيديو، ونقل بعض الرحلات إلى القطارات والحافلات حيثما كان ذلك ممكنًا. ووفقًا للمكتب الاتحادي للبيئة في النمسا، فإن رحلة الطيران القصيرة والمتوسطة تسبب انبعاثات CO2 تعادل 27 مرة أكثر من الرحلة نفسها عبر القطار.
وتم التأكيد أيضًا على ضرورة تسريع استخدام الوقود الإلكتروني "E-Kerosin"، الذي يُعتبر أقل ضررًا للبيئة مقارنة بالوقود التقليدي. وفضلاً عن الغازات الدفيئة، فإن حرق الكيروسين يسبب تلوثًا بالمواد الجسيمية السامة، مما يزيد من التلوث المحيط بمطارات الطائرات، كما أظهرت دراسة نُشرت العام الماضي من المعهد الهولندي "CE Delft". ووفقًا لبيانات بيئية جديدة، فإن مناطق قريبة من مطار فيينا-شفيشات تعاني من مستويات أعلى من الجسيمات الدقيقة مقارنة بالمناطق الحضرية الكبرى.
وصرحت منظمة VCÖ أنه رغم الأضرار البيئية الكبيرة، فإن شركات الطيران لا تدفع ضريبة على وقود الطائرات (الكيروسين). وإذا تم تطبيق ضريبة مماثلة لتلك التي تُفرض على البنزين، فإن الإعفاءات الضريبية للطيران في النمسا بلغت حوالي 570 مليون يورو في العام الماضي. وخلصت المنظمة إلى أن المستفيدين الرئيسيين من هذه الإعفاءات هم المسافرون الدائمون، حيث أظهرت بيانات أن 7% فقط من السكان يسافرون أكثر من ثلاث مرات بالطائرة في العام.
وأخيرًا، دعت المنظمة إلى إلغاء إعفاءات الكيروسين على مستوى الاتحاد الأوروبي، وزيادة الاستثمار في تطوير وتحسين خدمات القطارات عبر الحدود. كما أكدت على أهمية تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في أوروبا وزيادة عدد الرحلات الدولية عبر القطارات، مما يسهم في تقليل الانبعاثات وتوفير بدائل بيئية أكثر استدامة.